Duration 10:44

عظم حق الجار فى الاسلام خطبه للشيخ عمرو عامر الهلالى ماشاء الله USA-IT

90 watched
0
24
Published 19 Jul 2020

حق الجار ليس هناك من هو أولى بحسن المعاملة وتبادل المودة من الجيران، فإنهم عِوض عن الأقارب والأرحام والأصهار، رأى أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - ولده عبد الرحمن يناجي جاراً له – أي يزعجه – فقال له: لا تناجِ جارَك، فإنَّ هذا يبقى والناس يذهبون. ثم أليس الرجل منا يترك أهله وذوي قرباه وأصهاره، ليعيش بين أولئك الجيران، فعليه أن يحسن مُعاملتهم، حتى إذا مسَّته ضراء سارعوا إلى نجدته ومعونته، وإذا غمرته سرَّاء فرحوا لمسرته، وكانوا له أهلاً بدل أهله، وصهراً بدل صهره، فهم أقرب إليه، وأسرع إلى تلبية ندائه منهم. قال الله تعالى في وصيته بالإحسان إلى الجار: «وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ» (النساء: 36). إنَّ الإسلام رتَّب للجيران حقوقاً، ولم يجعل هذه الحقوق خاصَّة بالمسلمين، بل أوجبها لكل جارٍ مهما كان دينه، جاء في الاثر: الجيران ثلاثة: جار له حق واحد، وهو أدنى الجيران حقًّا، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق: فأما الذي له حق واحد، فجار مشرك لا رحم له، له حق الجوار. وأما الذي له حقان، فجار مسلم له حق الإسلام وحق الجوار. وأما الذي له ثلاثة حقوق، فجار مسلم ذو رحم، له حق الإسلام وحق الجوار، وحق الرحم. قال مجاهد: كنت عند عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - وغلام له يسلخ شاة، فقال يا غلام: إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي، حتى قال ذلك مراراً، فقال له: كم تقول هذا؟ فقال: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يزلْ يوصينا بالجار حتى خشينا أنَّه يورثه. وقال صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فليكرم جاره. ويقول صلى الله عليه وسلم: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنَّه سيُورِّثه. ومن كان يُؤذي جيرانه فلا تشفع له صلاته ولا صيامه، قال رجل: يا رسول الله، إن فلانة تكثر من صلاتها وصدقتها وصيامها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: هي في النار. قال: يا رسول الله، فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها، وأنها تتصدق بالأثوار من الأقِط ــ القِطَع من اللبن المجمَّد المجفَّف ــ ولا تؤذي جيرانها، قال: هي في الجنة.

Category

Show more

Comments - 45